تمثل الولادة المبكرة ما يزيد على 10% من مجموع الولادات بمصر، ومشكلاتها أنها تمثل خطرا كبيرا على صحة الجنين الذى لم تكتمل أجهزته بعد، خاصة إذا تمت الولادة فى مكان غير مجهز لإستقبال مثل هذا الطفل.ويقصد بالولادة المبكرة تلك التى تتم فى الفترة الزمنية ما بين 24 أسبوع إلى 37 أسبوع من الحمل، ومن أسبابها كما يوضح د. أحمد عارف أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب قصر العينى الحمل التوأمى وما يؤدى إليه من مضاعفات -والحمل التوأمى يعنى وجود أكثر من جنين فى الرحم-، يأتى بعد ذلك العامل الثانى وهو ضعف عضلة عنق الرحم نتيجة لعيوب خلقية، أما السبب الثالث فهو وجود التهابات فى مجرى البول، وأيضا إصابة المرأة ببعض الأمراض كالسكر مما يتسبب فى زيادة السائل الأمينوسى، ومن المعروف أن تعرض المرأة لولادة مبكرة سابقة يزيد إحتمال حدوثها مرة أخرى، ويدخل ضمن هذه العوامل إحتمال حدوث خطأ فى تحديد ميعاد الولادة أيضا، وهناك أعراض تؤكد حدوث ولادة مبكرة مثل شكوى المريضة المتكررة من وجود آلام رحمية تعرف باسم الطلق الذى قد يؤدى إلى إتساع فتحة عنق الرحم، ويتم التأكد من ذلك عن طريق موجات فوق صوتية وتحليلات متخصصة.
ويضيف د. أحمد: إننا نعمل جاهدين فى مثل هذه الحالات على تأخير الولادة قدر الإمكان بالقدر الذى تسمح به صحة المرأة، وعلى أن تتم الولادة فى مكان مجهز بحضّانة وتحت رعاية مكثفة، مع توفر جهاز للتنفس الصناعى.
ويجب توعية الأمهات بكل ذلك قبل الولادة، فمن الخطأ أن تضع السيدة طفلها فى مستشفى ثم تبحث له عن مكان آخر بعيد عنها به حضّانة إذا تطلب الأمر، خاصة أن لدينا فى مصر نقص فى وسائل نقل الأطفال إلى الحضّانات، وهناك حاجة إلى المزيد من وحدات رعاية مركزة للأطفال حديثى الولادة، وهذا الطفل الوليد الذى لم تصل أجهزته للنضج الكامل بعد يعانى من مشاكل فى كل أجهزة جسمه، فقد يجد صعوبة فى التنفس وربما يحتاج إلى إدخال أنبوب فى جهازه التنفسى وتوصيله إلى جهاز التنفس الصناعى، وقد يضطر الطبيب إلى حقنه بجرعة منشطة للرئتين تعوضه عما كان سيحصل عليه فى شهره التاسع من عناصر حيوية لازمة لتكوينه، وأحيانا تطول به الإقامة على جهاز التنفس الصناعى مما قد يؤدى إلى نتائج غير محمودة، وإذا طالت إقامة حديث الولادة فى غرفة الرعاية المركزة إرتفعت التكلفة ولكنها ذات عائد صحى هائل بالنسبة له، إذ تضمن توفير رعاية مناسبة للصغير وعدم تعرضه لمشكلات صحية جسيمة مثل تلك التى تنشأ عن حقنه بالأوكسجين فى مكان خاطئ من الجسم وهو ما قد يحدث عند اللجوء لمكان أقل تكلفة والذى يكون عادة أقل تخصصا وكفاءة.
الكاتب: ولاء يوسف .
المصدر: الأهرام اليومى.
